
أصل الفراغ العاطفي
ينشأ الفراغ العاطفي غالبًا في مرحلة الطفولة عندما لا يجد الطفل:
- حبًا غير مشروط من والديه.
- احتواءً وتفهّمًا لمشاعره.
- تقديرًا لذاته كشخص، لا لإنجازاته فقط.
فيتكوّن ما يشبه “الثقب الداخلي” الذي يحاول الإنسان في الكبر سده بالحب أو الزواج أو النجاح، لكنه يبقى فارغًا مهما حاول، لأن الجذر لم يُشفَ بعد.
الزواج ليس علاجًا لجراح الطفولة
يعتقد البعض أن الزواج يمكن أن يعوّض الحرمان العاطفي القديم، لكن الحقيقة أن الزوجة ليست الأم، والزوج ليس الأب.
وعندما يحمّل أحد الطرفين الآخر مسؤولية ملء هذا النقص، تظهر مشاكل عديدة:
- مطالب عاطفية مفرطة وغير منطقية.
- شعور دائم بالنقص رغم كل ما يقدّمه الشريك.
- توتر واستنزاف عاطفي للطرفين.
إن الزواج علاقة مشاركة ونمو، وليس علاجًا للجراح القديمة.
من أين يبدأ العلاج الحقيقي للفراغ العاطفي؟
الشفاء لا يأتي من علاقة جديدة، بل من رحلة داخلية نحو الذات، تبدأ بخمس خطوات أساسية:
- الوعي بالجذر: إدراك أن أصل النقص يعود إلى الطفولة.
- التصالح مع الماضي: فهم أن ما فُقد لا يُعوّض ببديل خارجي.
- منح الذات الحب: عبر التقدير الذاتي والرحمة بالنفس.
- طلب الدعم النفسي: جلسات العلاج أو التوجيه النفسي تساعد على إعادة البناء الداخلي.
- استثمار العلاقة الزوجية: كمساحة دعم ونمو مشترك، لا كأداة تعويض. إقرأ أيضا
فنّ التّعامل مع الفراغ العاطفي
خلاصة: الحب الحقيقي يبدأ من الداخل
الزواج لا يُشفى به الجرح القديم، بل تُشفى النفس ثم تُبنى العلاقة على أسس صحية.
من يفهم ذاته ويصالح طفله الداخلي، يصبح قادرًا على بناء علاقة متوازنة، لا تعتمد على التعلق أو النقص.
وكما جاء في موقع psychology today إن الحاجة الدائمة للتقدير ستُثقل كاهل شريكك في النهاية وتُفسد عليه متعة أي علاقة رومانسية. إذا كنت ترغب حقًا في أن تنعم بعلاقة رومانسية صحية، فابدأ بتقدير نفسك.
حين تملأ نفسك بالحب، لا تحتاج من يملؤك، بل من يشاركك الامتلاء.