حين عدتُ إلى نفسي، عرفت الله

#خاطرة:

عرفتُ الله من كلماتٍ بسيطةٍ تسكن من حولي، من يقينٍ خافتٍ يقول إنّ الذي خلق، لا يُمكن أن يُضيّع.
عرفته من الحكايات التي تسلّلت إلى قلبي منذ الصغر، من قصص الأنبياء، ومن آياتٍ في القرآن تعلّمتها في المدرسة، فأنارت دربي وأيقظت وجداني.

أدركت عظمته، فذهبت إليه بكُلّي — بخوفي ورجائي، بخطاياي وشكوكي.
كنت أتقرّب إليه دون ترتيبٍ للكلمات، دون تكلّفٍ في الدعاء، حتى الأغاني كنت أستعير كلماتها لأقول بها فقط: يا ربّ… فأجده قريبًا.

لكن حين فتحت أذنيّ لشيوخ الفضائيّات، شعرت أنّني أبتعد عن نفسي أكثر.
غربةٌ تسلّلت إلى روحي، جعلتني أُطيع بلا وعي، وأثق بلا بصيرة، وأشكّ في نفسي حدّ الانكسار.

وحين استفقت، عدتُ إلى ربّي بكل بساطتي الأولى.
فبصّرني بحقيقتي، وعلّمني أن أتمرد حين يلزم التمرّد، وأن أغضب حين يُهان الإنسان فيّ، وأن أعود إلى نفسي… نفسي التي هجرتها طويلًا مزدريةً، فإذا بها كانت الطريق إليه منذ البداية.